تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
"السوبر مان» الفلسطينى.. ومجلس الغربان!
جانب آخر لم يذكره انطونيو جوتيريش أمين عام الأمم المتحدة حين صارح مجلس الامن ان طوفان الاقصى لم يأت من فراغ، بل هو نتاج سياسات الاستيطان والتهجير القسرى والتجاهل خلال ٧٥ سنة، لكن الامين العام خوفا من نفوذ "مجلس الغربان"، لم يذكر آثار سياسات العنف الصهيونى فى تشكيل نفسية السوبر مان الحقيقى الذي تنتقل ارادته عبر أجيال لا تهادن ولا تنسى!
..وهذه المشاهد من تداعيات طوفان الاقصى تعيد اكتشاف المعدن الجديد «لشعب الجبارين» فى مواجهة سياسات الفصل العنصرى والاضطهاد الصهـ ـ ـ،يوني والتصفية العرقية.
المشهد الأول: فى نفس الحارة التى امتلأت بصراخ قلب امرأة وهى تجرى نحو مستشفى المعمدانى بعد الغارة للبحث بين المصابين عن ابنها الذى كان شعره (دهبى بتسريحة كيرلى وأبيضانى وحلو) واسمه يوسف، كان فى الطرف الآخر من الحارة اربعة اطفال فى عمر يوسف يمرجحون اختهم الصغيرة ويحملونها على نقالة وهى تضحك لهتافهم : لا إله الا الله الشهيد حبيب الله!
المشهد الثانى: انتهى المذيع وائل الدحدوح من رسالته إلى قناة الجزيرة عن التوصل لاتفاق بين المقاومة والاحتلال لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وإعادة الاعمار فى مايو 2023، وإن لم يسفر الاتفاق عن أى إشارة تعطى أملا بوقف الاستيطان وحل الدولتين، انتحى المذيع جانبا بشغف المحارب حين يمنح فرصة لالتقاط الانفاس بالاطمئنان على زوجته: كيف حالك يا آمنة.. أسف يامه انشغلت عليكى، فردت: الله يسلمك، بخير طول ما أنت بخير، كيف أموركم والاولاد، كررت بلهجة مطمئنة: بخير والله، وتعطى التليفون لولدها يحيى، إيش يابا أخبارك مبسوط الحرب وقفت؟ لا زعلان يابوي.. فيضحك الأب على الهواء: زعلان ليش يارجل ياك بسبب عودة الامتحانات والدراسة، لا يابوى الاستشهاد أحسن من المدرسة، ينقطع ضحك الأب: الله يسامحك يايحيى ويكرر ماسمعه من ولده بتنهيدة : الاستشهاد أحسن من الدراسة!
وبعد طوفان الأقصى قصف الجيش الاسرائيلى منزل وائل الدحدوح فى 27 أكتوبر الحالى فى مخيم النصيرات بغزة، واستشهد أفراد من عائلته، بينهم زوجته آمنة وابنته شام وولده محمود وحفيده آدم !
المشهد الثالث: وقف يوسف «جديد» ابن عشر سنوات بين حطام بيتهم فى المخيم يجيب على سؤال مذيعة حسناء حاولت أن تزرع فيه الأمل: ناوى تكون إيه لما تكبر؟ فيجيب يوسف بخبرة حكيم فى الخامسة والسبعين: احنا ولاد فلسطين ما بنكبرش، تقاوم لأجل بيتك وأرضك وانت عارف انك مطخوخ .. مطخوخ فى أى وقت!
المشهد الرابع: فى بناية تعرضت للقصف البرى والجوى، ومن تحت سقف بقي معلقا فوق حائطين، جاء صوت صبية من بين الركام تطمئن على خالتها: كيف حالك يامه .. وامها لا ترد فتواصل: ماتزعليش احنا انشالله نصير الى خير وهانكون كسبانين.. لو اتفقوا على حل نهائى بعد الطوفان يكون فيه أمل نبنى بلدنا من تانى لكن لو استمر الحصار علينا فى غزة .. عادى، والشهادة علينا حق، فى الاول والآخر «لو كنتم فى بروج مشيدة»، لازم تفرحى يا خالتى لما يقولولك مريم بنتك شهيدة.. أحسن الف مرة إنهم يقولوا ماتت موتة عادية من الجوع او العطش والشتات..وهم بعد قاطعين الكهربا والمية وما باقى الا رغيف واحد وشحنة التليفون على الشرطة الحمرا، ويحطونى فى التلاجة ويصوتوا وينتظروا حد يغسل وحد يكفن وحد يشيل..لكن أموت شهيدة أحلى.. بجلبابى وحجابى على راسي.. ما أحلاها نهاية.. يكبَّروا ويبوسونا، ياخالتى ..يا خالتى! ينقطع صوتها بلا رد ويسود صمت وظلام دامس يقطعه صوت انفجار ضخم يخلف كرة من اللهب برأس متوهج وذيل.. هو اذن صاروخ يتجه الى الارض وينفجر ويتحول السقف المعلق الى ركام، وبسرعة وسط الغبار والنيران تمتد أيادى شباب مدرب على انقاذ أى انفاس من تحت الركام وتنطلق التكبيرات مهللة وقد تمكنوا من إخراج «العروس» فى أبهى زينة بجلبابها وحجابها، وقد ظهر وجهها فرحا مستبشرا، فانطلقوا بهودجها مهللين، لأن مريم حبيبة الله!
المشهد الخامس: وانتقلت المذيعة الى مراسل القناة من تل أبيب، صورة زووم على وجه نيتانياهو وسط مجلس الحرب أو مجلس الغربان - كما اسماهم الفنان الراحل عز الدين نجيب - لأن مهمتهم الأولى دفن القضية ومحو الفلسطينيين من الوجود، تحاصره صيحات اهالى الاسرى فى غضب فيواصل: إما نحن وإما هم..سننتصر، العملية البرية التى نستعد لها ستجلب لنا النصر، وتزحف الكاميرا من يده المرتعشة الى وجهه الاصفر أمام لافتات احتجاج صامتة تحاصره: أريد زوجى.. دعنى أعيش فى سلام.. العار على السيوف الحديدية، اتركنى أعود الى بيتى، الجميع مقابل الجميع، فى اشارة الى عرض حماس بإطلاق سراح كل المحتجزين مقابل تصفير سجون اسرائيل من أسرى فلسطين، وسيدة تصوب صرخات متلاحقة الى صدره: انظر الى وجهي.. كفاك عارا وخزيا.. لا تنظر للأرض ..إطلاق الأسرى سيجلب لك التأييد.. منح أطفال اسرائيل وفلسطين الأمل سيجلب لشعبك الأمن والخلود .. اخوتى أحدهم فى القبر والآخر مدفون بالحياة فى غزة منذ الطوفان!
..وهذه المشاهد من تداعيات طوفان الاقصى تعيد اكتشاف المعدن الجديد «لشعب الجبارين» فى مواجهة سياسات الفصل العنصرى والاضطهاد الصهـ ـ ـ،يوني والتصفية العرقية.
المشهد الأول: فى نفس الحارة التى امتلأت بصراخ قلب امرأة وهى تجرى نحو مستشفى المعمدانى بعد الغارة للبحث بين المصابين عن ابنها الذى كان شعره (دهبى بتسريحة كيرلى وأبيضانى وحلو) واسمه يوسف، كان فى الطرف الآخر من الحارة اربعة اطفال فى عمر يوسف يمرجحون اختهم الصغيرة ويحملونها على نقالة وهى تضحك لهتافهم : لا إله الا الله الشهيد حبيب الله!
المشهد الثانى: انتهى المذيع وائل الدحدوح من رسالته إلى قناة الجزيرة عن التوصل لاتفاق بين المقاومة والاحتلال لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وإعادة الاعمار فى مايو 2023، وإن لم يسفر الاتفاق عن أى إشارة تعطى أملا بوقف الاستيطان وحل الدولتين، انتحى المذيع جانبا بشغف المحارب حين يمنح فرصة لالتقاط الانفاس بالاطمئنان على زوجته: كيف حالك يا آمنة.. أسف يامه انشغلت عليكى، فردت: الله يسلمك، بخير طول ما أنت بخير، كيف أموركم والاولاد، كررت بلهجة مطمئنة: بخير والله، وتعطى التليفون لولدها يحيى، إيش يابا أخبارك مبسوط الحرب وقفت؟ لا زعلان يابوي.. فيضحك الأب على الهواء: زعلان ليش يارجل ياك بسبب عودة الامتحانات والدراسة، لا يابوى الاستشهاد أحسن من المدرسة، ينقطع ضحك الأب: الله يسامحك يايحيى ويكرر ماسمعه من ولده بتنهيدة : الاستشهاد أحسن من الدراسة!
وبعد طوفان الأقصى قصف الجيش الاسرائيلى منزل وائل الدحدوح فى 27 أكتوبر الحالى فى مخيم النصيرات بغزة، واستشهد أفراد من عائلته، بينهم زوجته آمنة وابنته شام وولده محمود وحفيده آدم !
المشهد الثالث: وقف يوسف «جديد» ابن عشر سنوات بين حطام بيتهم فى المخيم يجيب على سؤال مذيعة حسناء حاولت أن تزرع فيه الأمل: ناوى تكون إيه لما تكبر؟ فيجيب يوسف بخبرة حكيم فى الخامسة والسبعين: احنا ولاد فلسطين ما بنكبرش، تقاوم لأجل بيتك وأرضك وانت عارف انك مطخوخ .. مطخوخ فى أى وقت!
المشهد الرابع: فى بناية تعرضت للقصف البرى والجوى، ومن تحت سقف بقي معلقا فوق حائطين، جاء صوت صبية من بين الركام تطمئن على خالتها: كيف حالك يامه .. وامها لا ترد فتواصل: ماتزعليش احنا انشالله نصير الى خير وهانكون كسبانين.. لو اتفقوا على حل نهائى بعد الطوفان يكون فيه أمل نبنى بلدنا من تانى لكن لو استمر الحصار علينا فى غزة .. عادى، والشهادة علينا حق، فى الاول والآخر «لو كنتم فى بروج مشيدة»، لازم تفرحى يا خالتى لما يقولولك مريم بنتك شهيدة.. أحسن الف مرة إنهم يقولوا ماتت موتة عادية من الجوع او العطش والشتات..وهم بعد قاطعين الكهربا والمية وما باقى الا رغيف واحد وشحنة التليفون على الشرطة الحمرا، ويحطونى فى التلاجة ويصوتوا وينتظروا حد يغسل وحد يكفن وحد يشيل..لكن أموت شهيدة أحلى.. بجلبابى وحجابى على راسي.. ما أحلاها نهاية.. يكبَّروا ويبوسونا، ياخالتى ..يا خالتى! ينقطع صوتها بلا رد ويسود صمت وظلام دامس يقطعه صوت انفجار ضخم يخلف كرة من اللهب برأس متوهج وذيل.. هو اذن صاروخ يتجه الى الارض وينفجر ويتحول السقف المعلق الى ركام، وبسرعة وسط الغبار والنيران تمتد أيادى شباب مدرب على انقاذ أى انفاس من تحت الركام وتنطلق التكبيرات مهللة وقد تمكنوا من إخراج «العروس» فى أبهى زينة بجلبابها وحجابها، وقد ظهر وجهها فرحا مستبشرا، فانطلقوا بهودجها مهللين، لأن مريم حبيبة الله!
المشهد الخامس: وانتقلت المذيعة الى مراسل القناة من تل أبيب، صورة زووم على وجه نيتانياهو وسط مجلس الحرب أو مجلس الغربان - كما اسماهم الفنان الراحل عز الدين نجيب - لأن مهمتهم الأولى دفن القضية ومحو الفلسطينيين من الوجود، تحاصره صيحات اهالى الاسرى فى غضب فيواصل: إما نحن وإما هم..سننتصر، العملية البرية التى نستعد لها ستجلب لنا النصر، وتزحف الكاميرا من يده المرتعشة الى وجهه الاصفر أمام لافتات احتجاج صامتة تحاصره: أريد زوجى.. دعنى أعيش فى سلام.. العار على السيوف الحديدية، اتركنى أعود الى بيتى، الجميع مقابل الجميع، فى اشارة الى عرض حماس بإطلاق سراح كل المحتجزين مقابل تصفير سجون اسرائيل من أسرى فلسطين، وسيدة تصوب صرخات متلاحقة الى صدره: انظر الى وجهي.. كفاك عارا وخزيا.. لا تنظر للأرض ..إطلاق الأسرى سيجلب لك التأييد.. منح أطفال اسرائيل وفلسطين الأمل سيجلب لشعبك الأمن والخلود .. اخوتى أحدهم فى القبر والآخر مدفون بالحياة فى غزة منذ الطوفان!
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية